قصة بائعة الورد

 في لحظة يأس ينطق الضمير…و يصرخ الطفل الرضيع… و يحطم الصدى قلوب الهوى…فتختطف النظرة من العيون… و تولد الأحزان من الشجون… و تنزل الدمعة من صدا القلوب… حتى السراب فر من صحراء الكروب… لم أكن اعلم أن الحب يعدم رؤوس الكرامة…و يذل قلوب الشهامة… و أن وديانه لا تصب إلا في بحر الندامة… فتحولت نفسي إلى مدينة مهجورة جدرانها تبكي…و شوارعها تشكي… و منارتها تحكي… تحكي سيرة رجل قتله الكبرياء… و بكت لأجله السماء... فبللته الأمطار و سخرت منه الأقدار… هل أقص حكاية هذا الرجل أم حكايتي أنا....فالقلب واحد… و الحب

قصص,قصص عربية,قصص واقعية,قصص رعب,قصص قبل النوم,قصص الاميرات,قصص اطفال,قصص عربيه,قصص حب,قصص الاميرة,قصص العربيه,قصص عربي,قصص مرعبة,قصص حقيقة,قصص حقيقية,قصص حقيقيه,قصص أخلاقية,قصص وحكايات,قصص الأطفال,قصص العربية,قصص سول,قصص غموض,قصص احمد,قصص أحمد,احمد قصص,قصص 2023,قصص توبز,قصص يوسف,قصص الجن,قصص جرائم,قصص جريمة,قصص جريمه,قصص مرعبه,قصص اليوم,قصص سلطان,قصص طويلة,قصص طويله,قصص حزينه,قصص مصورة,قصص أطفال,قصص قصيرة



 واحد… و الجرح واحد…يومها مشيت على طريق الفضول… و صعدت جسور الخمول…حينها سمعت صوت أنين… فيه نبرة حنين…و ثقل سنين… فلمحت شيخا هرما يجلس على حافة الرصيف…يمسك بعكاز يسند به جسده النحيف… و تجاعيد وجهه و كأنها ارض قاحلة تنتظر أمطار الخريف… فدنوت منه ببطء شديد و سألته قائلا "أستسمحك يا شيخ و لكن ما الذي حدث في هذا المكان…و أين ذهب السكان… و ما الذي يبقيك هنا وحيدا على رصيف النسيان…"بعدها رفع رأسه و نظر إلي نظرة شوق ممزوجة بابتسامة و كأنه يعرفني ثم قال لي"ما حدث يا ولدي مأساة أنت ضحيتها و أنا سببها… أنت سجينها و أنا جلادها… ففي إحدى الأيام هبت رياح العشق… و تكاثفت سحب الشوق… فقصفت رعود البسمة…و لمع برق النظرة… فتساقطت أمطار السعادة… فأحيت مياهها الأنهار… و تفتحت الأزهار…و غردت الأطيار… و ابتسمت الأقدار… فما أجمل الحب يا ولدي عندما يفتح جناحيه ويطير في سماء الكلمة… و يحط على قبور الظلمة…ليبعث إنسانية الإنسان من توابيت القسوة… فتستيقظ الضمائر…و تدفى السرائر… و ما أجمل الحب عندما يحلق فوق قلوبنا كفراشة تبحث عن رحيق الكمال… و ورود الجمال… في قمم التلال…فاجتمعت الفصول في فصل الربيع… و التقت الأزمان في الزمن البديع… حتى حل علينا البلاء… من امرأة فيها زرقة العفة و الصفاء… و سواد المكر و الشقاء… أنا الذي استأمنتها في هذه البلاد… فطغت و استكبرت على العباد…كانت عندما تبتسم تهتز الأرض تحت أقدام عشاقها… و عندما تبكي تشح السماء من فوق رؤوس اتباعها… فجأة هجرت الأزقة… و خلت الأرصفة…و تساقطت الأقنعة.. فلم يبقى في هذا المكان إلا أنا قلب مليء بالجراح… في مدينة تسكنها الأشباح…".

فبهرت بكلامه و كأنني سمعته من قبل و قلت له"هل أعرفك أيها الشيخ هل التقينا من قبل".حينها نهض من مكانه و نظر إلي مبتسما و قد برقت عيناه بالدموع ثم قال"الم تعرفني فانا قلبك الذي عشق… و حبك الذي شنق…و ألمك الذي عتق… أنا الذي تدلت لحيته من طول الانتظار...و ذهب بصره من هول الانكسار… و سافرت إليه الأحزان من كل الأقطار… فجفت عروقي… و تباطأت نبضاتي…و راح شبابي… و دنا اجلي… و فتح قبري…فطاعون الحب أضعفني… و سرطان الهوى أذلني…".

حينها صمت أذناي من السمع…و تفجرت عيناي بالدمع… فقال لي"أتبكي علي أم تبكي على نفسك"فأجبته قائلا"ابكي على الزمن الذي تاه فيه الحب بين الرفوف…و انطفأت شمس الكسوف… و تراقصت الخيانة على وقع الدفوف…ابكي على يوم الغدر و غدر الأيام… و لوم القدر و قدر الآلام… و قلم الضجر و ضجر الأقلام…".

بعدها غادرت ذلك المكان تاركا قلبي و قد اشتدت عليه الأسقام… و واصلت مسيرة كشف الحقيقة… حتى وصلت إلى وسط المدينة… التي لا يملؤها إلا صوت امرأة جميلة… تبيع الورود... في ساحة الخلود…فلمحت في عينيها ولعا و شجون… و في ابتسامتها حبا و جنون… فقلت لها"أيا بائعة الورد انثري عطرك على وجهي…و اغرسي أشواكك في قلبي… و زيني زوايا حجرة أحزاني…. و علقي باقاتك…و اسكبي رائحتك… و اقتلي كبرياءك… واحيي خلجاتك…فاكتبي كلامك… أو ارسمي صمتك… فلقد فضحتك عيونك… و سمعت صدى قلبك… فاستسلمي لي و ضعي راسك على صدري… و اغسلي ثيابي بدموعك… و احرقي جوارحي بنار شوقك… فلقد سقيتني من قطرات الندى… و أطعمتني من صحن الهوى… و أقحمتني في ساحات الورى… فانا أريد أن اخنق دمعتك بابتسامتي… و اجمع حزنك في قلبي… و استنطق شعورك بكلماتي… و اشتري سعادتك بشقائي…".فأطلقت ضحكة كسرت الجدران… و صمت الآذان… و قالت مستهترة…"ورودي لا تهدى… و قلبي لا يهوى… و نفسي لا ترضى …إلا برجل يعشقني حتى الجنون…و يلاحقني حتى تمر عليه السنون.. و لا ينال مني إلا الندم و سهر الجفون… فاربط أحلامه بحبل الأوهام…و ألهب قلبه بعذب الكلام… فلا يرى في النساء إلا غيري… و لا في منامه إلا طيفي… لأدير له ظهري…و احتفل بنصري… و أدونه في قائمتي..".حينها لم اصدق ما سمعت فجحظت عيناي و اسودت الدنيا من حولي ثم قلت لها"إن قطرة غرورك قد أفاضت كاس غضبي… و سهام حبك بدل أن تصيب قلبي أصابت كبريائي…و أنا الذي كنت اسأل نفسي دوما و أقول لماذا يلومني الناس على حبك…لماذا يطعنون لي في خلقك… هل هي مخالب الحقد… أم أنياب الحسد… لماذا تكرم الرذائل…و تحتقر الكمائل… و لكن أنا الذي جلبت لنفسي كل هذا فكيف سمحت لقلبي أن يعشق… و لسفينتي أن تغرق…و لأشواقي أن تحترق… فارني أين يسكن النسيان لأعوده…دليني أين يباع الصبر لأشتريه… دليني أين تغرس شجرة الحنين لاقتلعها… فأنت في الأخير قلب لكل الرجال…و أمل لكل الأنذال… و مفتاح شؤم لكل الأقفال… أقول لك فقط احذري من غدر الأيام… فالشر لا يغفل ولا ينام… و الدنيا تلقن دروسها من دون كلام…بل نفهمها من حبر الأقلام… أما أنا فلن ابحث عن الحب أبدا… بل سأنتظره اليوم أو غدا......

0 Response to "قصة بائعة الورد"

إرسال تعليق